حول أمهات المؤمنين ورفض الشبهة التي وقعت على رسول الله؛ "لم يكن الرسول يتزوّج نساءه عن الشهوة"
كثيرا ما سمعتُ وقرأتُ معلومات ذكرتْ النبي -ص- وحياته الزوجية أو المنزلية. وذكر كثير منهم أن سيدنا محمدا (ص) كان له تسع زوجات. ما عرفتُ كم من الوقت أصبح هذا البيان بمثابة اعتقاد بالنسبة لي. حتى عندما طاعتُ دراسة الكتاب الذي احتوي على بعض روايات حياة زوجات الرسول مع فضيلة الشيخ علاء محمد مصطفى الإسكندري، وجدتُ معلومات صحيحة أن عدد زوجات الرسول (ص) أكثر من 11 نساء، وتُسمى بـِ"أمهات المؤمنين".
وفي كتابه - أفق العظمة المحمدية [مناقب أمهات المؤمنين] - ذكر الشيخ عبد الله السلام علي شتا أن رسول الله -ص- تزوج ١١ امرأة عند حياته. وكانت زوجاته بالترتيب من الأولى إلى الأخيرة (11 امرأة) : السيدة خديجة بنت خويلد، و السيدة سودة بنت زمعة، و السيدة عائشة بنت أبي بكر، و السيدة حفصة بنت عمر، و السيدة زينب بنت خزيمة، و السيدة أم سلمة (سيدة هند) بنت أبي أمية، و السيدة زينب بنت جحش، و السيدة جويرية (السيدة برة) بنت الحارث، و السيدة صفية بنت حيي و السيدة أم حبيبة (رملة) بنت أبي سفيان، والسيدة ميمونة (السيدة برة) بنت الحارث.
بدايةً، سأتحدث عن بعض قصة حياة كل فرد من 11 أمهات المؤمنين. حسنًا، بدءًا من أم المؤمنين الأولى، السيدة خديجة بنت خويلد أو المعروفة بلقبها "السيدة خديجة الكبرى". هناك رواية عن سيدنا علي -كرم الله وجهه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيرنسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة)) (متفق عليه). كانت هذه المرأة العظيمة هي الزوجة الوحيدة التي لم تتعدد الزوجات في حياتها على يد الرسول-ص. وهي أول من صدّقت الإسلام وسنة النبي من أي رجل أو امرأة. وكانت أول من بكتْ عندما تعذّبت كفار قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته. وهي من النساء اللاتي وعدهنّ الله أن يبني لها بيتا في الجنة. كما جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة-رضي الله عنه: أتى جبريل إلى النبي -ص-، فقال: ((يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب)) (متفق عليه).
وكان الرسول يحب زوجته الأولى حبّا شديدا. وعندما غارت السيدة عائشة-زوجته الثالثة- وقالت: هل كانت هي عجوزاو أبدلك الله خيرا منها، فغضب الرسول وقال: "واللهِ ما أبدلني خيرا منها، آمنت بي إذ كفرالناس، وصدّقني إذ كذّبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني اللٌه منها الولد". كما علمنا، كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أولاد، أربع بنات، وهنّ السيدة زينب، والسيدة رقية، والسيدة أم كلثوم، والسيدة فاطمة الزهراء، وثلاثة أولاد، وهم السيد قاسم، والسيد عبد الله، والسيد إبراهيم. ومن بين أولاده السبعة، خمسة منهم -كلهم بنات وابن واحد- ولدوا للسيدة خديجة، إلّا السيد عبد الله والسيد إبراهيم، وكلاهما أبناء النبي من السيدة مارية القبطية.
القصة الثانية زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة سودة بنت زمعة. هناك عدة روايات مختلفة ذكرت عمرها عندما تزوّجها النبي محمد-ص-. قال بعض منهم أنّ الرسول تزوّجها عندما كان عمرها 60 عامًا، وبعض الآخر قال 70 عامًا، وقال بعض إنها كانت في ذلك الوقت أكثر من 80 عامًا. وتجمع مع سيدنا رسول الله-ص-في (لؤي بن غالب). وكانت امرأةً ضخمة (أي سمينة) الجسم وحبّت الضّحك.
الثالثة: السيدة عائشة بنت أبي بكر، أحبّ زوجات النبي (ص) بعد السيدة خديجة. وجاء في الرواية أن الرسول تزوجها وهي في السادسة من عمرها. وعلق بعض الناس: كيف تزوّج النبي فتاة صغيرة؟ بالطبع لم يفعل النبي في تصرفاته أي شيء غير مفيد. وأوضح الشيخ علاء مصطفى أن كل منطقة لها عاداتها الخاصة. ولا نعلم هل ستتغير هذه العادات لتناسب العصر أم ستبقى كما هي منذ البداية. مثلا حول عمر الفتاة التي يمكن أن تتزوج، وسن البلوغ، وغير ذالك. وهذا قبول بالذّهن. وفي زمن النبي كانت عادة العربية في تحديد السنّ المناسب للفتاة هي نفس السن الذي تتزوج فيه النبي (ص) السيدة عائشة.
السيدة عائشة من أكثر الروّاة الذين رووا الأحاديث النبوية ( 1210 حديثاً). وقد لازمت النبي(ص) سفراً وحضراً. فقد تعلّمت من الرسول (ص) أشياء كثيرة. وكان كبار الصحابة وأعلامهم يستفتوتها ويرجعون لرأيها. وهي قادرة على استيعاب معارف ومعلومات كثيرة. وهذه هي حكمة زواجها الشابّة. لو كانت عجوزا، لكان ذكائها غير كمال، مختلفة عن ذالك.
ننتقل إلى الزوجة الرابعة، السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب. بعد وفاة زوجها، لم ترغب عمر أن ترى ابنته تعيش بمفردها. وجاء سيدنا عمر إلى أبي بكر بعد انتهاء عدة السيدة حفصة، فسكت ولم يجب. فوجّه عمر إلى سيدنا عثمان بن عفان،فرفض عن ذالك. فشكا إلى رسول الله ما حدث. فقال رسول الله مبتسما: "الذي سيتزوج ابنتك خير من أبي بكر"، أي رسول الله (ص). وحكمة رفض أبي بكر هو أنه كان يعلم أنّ السيدة حفصة سيتزوّجها النبي (ص). كما رفض عثمان بن عفان لأنه أراد الزواج من ابنة النبي السيدة أم كلثوم بعد وفاة السيدة رقية. لذلك لُقب عثمان بن عفان بِ"ذي النورين".
وكانت السيدة حفصة تساوي السيدة حفصة في الفضل ومنزلة. وكلاهما كانتا متميزتين جدًا عند الرسول. السيدة حفصة امرأة ذكية، أتقنت علم البلاغة والفصاحة. وكانت تُعرف بكثرة الصيام والصلاة.
السيدة زينب بنت خزيمة، الزوجة الخامسة. وهي أخت السيدة ميمونة من أم واحدة، آخر زوجات النبي (كما سيأتي بيانها لاحقاً). في حياتها، كانت تحب إطعام الفقراء وحمايتهم. حتى أنه لُقِبت بـ "أم المساكن". وهذه العادة ظلت متبعة منذ قبل زواج الرسول (ص) منها. ليس هناك قصص أو روايات كثيرة من حياة هذه أم المؤمنين، لأنها ماتت بعد وقت قصير من زواجها.
السيدة أم سلمة، اسم مألوف لدينا. وكانت الزوجة السادسة للرسول (ص). أصل اسمها هند بنت أبو أمية. وكان والده من كبار زعماء قريش. وهي الزوجة التي وصل نسبها إلى جد النبي "مُرّة بن كعب". وكانت هذه المرأة التي غارت عنها السيدة عائشة والسيدة حفصة تمتّعت بذكاء شديد، وكثرة مناقشة وسؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل أنها بعد صلح الحديبية، دعا رسول الله أصحابه إلى حلق شعرهم من أجل التحلل قبل العودة إلى المدينة المنورة. وفي الواقع، استقبل أصحاب النبي دعوته على مضض. إنّهم مترددون في حلق شعرهم. وذالك لأنهم أصيبوا باتفاق الحديبية. لقد أرادوا العمرة على الفور، لكن الظروف لا تسمح بذلك.
هذه الحادثة جعلت النبي أفقا. ثم وصف رسول الله موقف أصدقائه الذين كانوا "مترددين" للسيدة أم سلمة. قالت السيدة أم سلمة: يا رسول الله، اخرج حتى يرونك، ولا تكلم أحدا. ثم انحر ناقتك ودع الحلاق ليقص شعرك. واتبعها النبي. فخرج من خيمته ولم يكلم أحدا، ثم نحر ناقته وحلق شعره. وبعد أن نفذ رسول الله اقتراح السيدة أم سلمة، توافد الأصدقاء ليتبعوا ما فعله رسول الله. وبالإضافة إلى ذكائها، كانت السيدة أم سلمة امرأة جميلة جداً. وجمالها استطاع أن يثير غيرة السيدة عائشة والسيدة حفصة. نعم، السيدة أم سلمة كانت امرأة جميلة جسدياً وعقلياً.
قالت السيدة عائشة وهي تخفي غيرتها من جمال السيدة أم سلمة: إنها عجوزة. قالت السيدة حفصة: "واللهِ، إنه لأعظم مما يقول الناس عنها".
سابعة: السيدة زينب بنت جحش زوجة الرسول التي كانت تحب الصدقة حتى لُقبت بِأطول نسائه يدا. إحدى الحقائق المثيرة للاهتمام حولها هي أنها عندما تزوجت، كانت عائلتها كلها كافرا، ولم يرغب أحد في أن يكون ولياً عليها. فمن كان ولي زواجها من الرسول؟ وهو الله تعالى نفسه والشاهد هو جبريل. قبل زواجها بالنبي تزوجت السيدة زينب بنت جحش من ابن الرسول المتبنّى زيد بن حارثة. ثم طلقا وأمر الله النبي أن يتزوجها. وهذا من حكمة زواجها بالنبي، وهو كسرالاعتقاد السائد في الجاهلية بأنّ الأب المتبنّي لا يجوز أن يتزوج امرأة طلقها ابنه المتبنّي.
السيدة زينب بنت جحش امرأة مسلمة كثيرة العبادة والدعاء. وبلغها بشرى، وهي أن الرسول أخبرها أنها من زوجات الرسول اللاتي سيكونن أول من يتبعه بعد وفاته.
الثامنة: السيدة جويرية بنت حارث (السيدة جويرية بنت حارث بن أبي ضرار بن حبيب بن خزيمة). أصل الاسم لهذه أم المؤمنين هو برّة، وقد أطلق عليها النبي "جويرية"، وهي من بني مصطلق)إحدى القبائل التي تحالفت الكفار وحاربت النبي(. ولكن بسبب هذا الزواج أسلمت قبيلة (بني المصطلق).
السيدة جويرية، امرأة تحب الذكر. لذلك أطلق عليها لقب "كثرة الذكر". عندما كان النبي على وشك الخروج من المنزل بعد الفجر، رأى السيدة جويرية وهي تقوم بالذكر. وعندما عاد الرسول قرب نهاية النهار، كانت السيدة جويرية لا تزال تذكر في نفس المكان.
التاسعة ابنة رئيس اليهود، تزوجها النبي (ص) وكان عمرها 16 سنة، هي السيدة صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير. والده كان إماما لليهودي. قبل الزواج من رسول، كان لها الاختيار؛ يصبحون سجناء مع يهود آخرين أو تزوّجها النبي (ص) وأسلمت. واختارت السيدة الصفية الخيار الثاني. وعندما طلبت والدها الإذن بالزواج من رسول، ضرب وجهها بباطن كفّه، فلم يزل أثرُ اللطمة خضرةً في عينيها حتّى تزوّجها النبي (ص). هناك تحدّيات أخرى، وكان أبرزها الافتراءات الكثيرة التي وجهت إليها لأنها جائت من اليهود. وقد تم الافتراء على السيدة صفية باعتبارها لا تزال تحب يوم السبت (عيد اليهود) ولا تزال على اتصال باليهود. ومع ذلك، أكّدت أنّ حبها لأيام السبت قد حلّ محله يوم الجمعة، وأنّ علاقته باليهود كانت محاولة لِحفظ مع أقاربها.
العاشرة: السيدة أم حبيبة (رملة) بنت أبي سفيان. أبو سفيان والدها هوزعيم كفّار مكّة .ومع ذلك، فإن تعظيم أمّها للنبي يطغى على مكانة والدها كزعيم لكفّار قريش. وقيل في أحد الروايات أنه عندما زار والده منزلها، أراد أبو سفيان أن يجلس على أريكة النبي. وقبل أن يتمكن والدها من الجلوس على الأريكة، منعته أم حبيبة سرعة، وسأل أبو سفيان، فقالت أم حبيبة: "هذه أريكة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت رجل مشرك. إذن لا تجلس هنا".
السيدة ميمونة بنت الحارث، الزوجة الحادية عشرة للرسول، من بني هلال. وهي أخت للسيدة زينب بنت خزيمة من أم واحدة. وغيّر الرسول اسمها الأصلي برّة (وهو نفس الاسم الأصلي للسيدة جويرية) إلى ميمونة. لأنّ برّة معناه كثيرة العبادة. ورد ذكرها في كتاب "Pahlawan Muslimah Dunia" لحافظ مفتيساني، وكانت السيدة ميمونة إحدى المؤمنات اللاتي أسلمت نفسها للإسلام وكذلك للنبي صلى الله عليه وسلم عندما كانت عائلتها لا تزال مقيدة بعقيدة الجاهلية. وكانت الحكمة من زواج النبي (ص) بها هي أنّ النبي محمدا صلى الله عليه وسلم بزواجه من السيدة ميمونة قد حقق فائدة عظيمة. ونجحت علاقة الصهر ببني هلال في جذب تعاطفهم. ولا يترددوا في اعتناق هذا الدين الكريم. لأنهم لا يشعرون بوجود أي مسافة بينهم وبين النبي محمد. لقد انتهى الشعور بالحرج والثقل في قلبهم. لم تعد هناك هيبة، لأنهم أصبحوا عائلة واحدة.
وهذا هو بعض روايات حياة هؤلاء أمهات المؤمنين. هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج نسائه عن الشهوة؟ هذا سؤال اتهام كثير من الناس الذي لا يزال قائما حتى اليوم. فالرسول (ص) هو رجل عظيم يحمل رسالة الله، لن يفعل أي شيء يتعارض بكونهه كالرسول. وكذلك بالنسبة لتعدد الزوجات الذي قام به، طبعا كان هناك حكمة عظيمة وراء ذلك. ويستحيل على النبي (ص) أن يفعل ذلك بالشهوة.
وقد أوضح ذلك مطولاً الشيخ محمد علي الصابوني – العالم من سوريا، مفسّر من الأزهرالشريف – في مقالته [شبوهات وأباطيل حول تعدّد زواجات الرسول صلى الله عليه وسلم]. وهناك حقيقة لا بد من معرفتها، وهي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مارس تعدّد الزوجات بعد دخوله في سن الشيوخ، أي بعد خمسين سنة أو أكثر، بعد وفاة السيدة خديجة. والحقيقة الأخرى هي أنّ كل زوجات النبي كانت من الأرامل العجائز، إلّا السيدة عائشة، فهي الوحيدة التي كانت عذراء وصغيرة. وبالنظر إلى هذه الحقيقة، لا تبدو الاتهامات الموجّهة إلى الرسول (ص)، لأنه إذا صح ذلك، لكان النبي (ص) فعل ذلك منذ صغره. وكان ذلك أمراً سهلاً، لأنه كان شاباً يتمتع بالصلاح، وحسن المظهر، وأصله من قبيلة عظيمة.
هناك عدة أسباب تعدّد زوجات النبي (ص). وقد قسم الشيخ محمد علي الصابوني ذلك إلى أربعة نواحي وهي الناحية التعليمية، والناحية الدينية، والناحية الاجتماعية، والناحية السياسية.
لقد أنشأ رسول الله (ص) زوجاته ليصبحن معلّمات لهنّ حرية أكبر في تعليم صديقاته وأتباعه. وفي الواقع، فإنّ أكثر منهنّ يخجلن من السؤال عن أحكام الشريعة بالتفصيل، وخاصة تلك المتعلقة بالمرأة. وهذا هو السبب الذي يّنظر إليه من الناحية التعليمية.
وعندما ننظر إلى الناحية الدينية، فإنّ قصة السيدة زينب بنت جحش، التي سبق أن تزوجت من ابن النبي (ص) المتبنى زيد بن حارثة، هي واحدة منها. وفي عادة العرب الجاهلية، يحرم الزواج من امرأة مطلقة من متبنى. وقد أمر الله النبي (ص) بالزواج من زينب بقصد القضاء على التقليد المتأصل عند العربية الجاهلية؛ ليعلموا أنّ الزواج من امرأة مطلقة من المتبنى هو أمر جائز به.
وأخيراً، من الناحية السياسية، كان الزواج وسيلة لتمهيد الطريق للدعوة الإسلامية في ذلك الوقت. أصبحت القبائل التي عارضت بشدة تعاليم النبي (ص) في السابق ناعمة القلوب. مثالاً عندما تزوّج النبي(ص) من السيدة جويرية، أسلمت بني المصطلق.
ولم يكن لأحوال حياة النبي (ص) أي غرض إلّا لعزّة الإسلام وقدوة لقومه. في زواجه، علّم النبي (ص) كيفية معاملة الزوجات كبيرة السنّ أو صغيرة السنّ، وكيفية معاملة الزوجات اللاتي أسلمن بعد الكافر، وكيفية معاملة الزوجات اللاتي جاءت من طبقات اجتماعية دونِيّة، وأيضاً معاملة مع الزوجات اللاتي جاءت من خلفيات مختلفة.
المحرر: Lalu Azmil Azizul Muttaqin
Posting Komentar