Al-Hikam Ibnu Athoillah
درس كتاب الحكم العطائية
الخميس 12-09-2019
الباب الأول متى آلمك عدم إقبال الناس عليك، أو توجههم بالذم إليك، فارجع إلى علم الله فيك. فإن كان لا يقنعك علمه فيك، فمصيبتك بعدم قناعتك بعلمه أشد من مصيبتك بوجود الأذى منهم!
البيان والشرح :
قبل أن نبحث هذا المبحث، نتعرف أولا بالتصوف ؛ لأن هذا المبحث عن التصوف. علم التصوف يختلف عن علم الشريعة. التصوف ليس بالاكتساب والقراءة ولكن بالإرادة والرياضة. فالتصوف هو آلة ليواصلنا إلى الله، وطريقته بصلاة على النبي وحب النبي وتقرب إلى الله. والصوفي أو أهل الصفاء لازم يذكر الله دائما، إن كان نسيا ولو دقيقة فقط فله ذنب. فبالتصوف نعيش في الدنيا كما نعيش في الجنة.
إن كنا نشعر بعدم إهتمام الناس إلينا أو ذم الناس إلينا، فنرجع إلى قضاء الله أو ما كتب الله لنا، يمكن هذا ما فعلوا الناس إلينا من قضاء الله الذي يجب أن نقبله ونرضاه ونقنعه. ولكن إن كنا غير راض عما كتب الله لنا أو عما وقع علينا فهذا أشد مصيبة من ذم الناس إلينا. فالمهم لا يجعل الناس غرض في حياتنا ولكن يجعل الله غرض في حياتنا؛ لأن لازم علينا أن نثبت في كل أمورنا أن الأمر لله، بالله، و في الله.
حينما أذاك الناس بكلام قبيخ و شتم شذيذ أو الأعمال التي تؤذي قلبك. و اصبر و ارجع كل آلم إلى الله لأن الله على كل شيء عليم. ومصيبتك بزوال قناعتك إلى الله أكبر من مصيبتك بإذاء من الناس.
الباب الثاني إنما أجرى الأذى على
أيديهم
كيلا تكون ساكنا إليهم. أراد أن يزعجك عن كل شيء
حتى لا يشغلك عنه شيء.
البيان والشرح :
وجود أذى الناس للعبد نعمة عظيمة؛ لأنه وسيلة لتقرب إلى الله. إذا كان الناس يؤذوننا بل نحسنهم فهذا يفيد عدم سكون إليهم وترك الاعتماد إليهم، فبذلك تتحقق عبوديتنا لربنا. ولكن إذا كان الناس يؤذوننا بل لا نحسنهم فهذا يفيد سكون إليهم أوعدم سكون إلى الله. فمن ساكن إلى غير الله، نزع الله من قلوبه الرحمة فتصير حياته عجزا وموته كمدا ومعاده أسفا. ولذلك نعوذ بالله من السكون لغيره.
أي نزل الله علينا إذاء الناس و شتم الناس لغير اعتصامنا للناس و كلامهم. وأراد الله أن يشغلك عن كل شيء. لأن كل سوى الله فناء. هذه العبارة أن نعتصم إلى الله وحدا ولا نعتصم كل أمورنا إلى سوى الله.
والله أعلم بالصواب.
ربنا انفعنا بما علمتنا# رب علمنا الذي ينعنا
رب فقه و فقه أهلنا # و قرابات لنا في ديننا
Posting Komentar